Tuesday, 24 September 2013

امنحوا الوافدين فرصة الحصول على الجنسية الإماراتية



إن خلق عملية واضحة للتجنس أيا كانت صعوبة شروط هذه العملية أمر سيرحب به رواد الأعمال والمستثمرون والعلماء وأساتذة الجامعة والأفراد الخبراء في المجالات المختلفة من الوافدين المقيمين في الإمارات.

يتطلع بعض الوافدين المقيمين في الإمارات لفرصة للتجنس بينما يقلق الأمر ذاته بعض المواطنين الإماراتيين. ان إمكانية تجنيس بعض الوافدين المحددين الذين أقاموا في الدولة لفترات زمنية طويلة أمر له مؤيديه كما أن له المشككين فيه أيضا... ويأتي ادعاء احتمالية أن يفقد الإماراتيون هويتهم الوطنية من المخاوف الأساسية للمعارضين رغم أن الهوية الوطنية الإماراتية قد أثبتت مرونة وقدرة على استيعاب التغييرات المجتمعية والزمنية أكثر مما يتخيل البعض مع واقع كون الإماراتيين أقلية في الدولة من حيث العدد الكلي للسكان.

ان تعداد سكان دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم وفقا للبنك الدولي هو 9.2 مليون نسمة. وتأتي دراسة أخرى لمركز أبحاث كويتي بأن عدد السكان 8.5 مليون نسمة يشكل الوافدون نسبة 84% منهم. وإذا افترضنا قيام الدولة بتجنيس حوالي 1000 شخص ممن تنطبق عليهم الشروط سنوياً، فلن يتخطى عدد المتجنسين عدد المواطنين الإماراتيين بأي حال من الأحوال ولو بعد 900 عام من الآن وذلك الافتراض مبني على أنه لا زيادة في الأعداد في أي من الطرفين ويبدد ذلك المخاوف بأن يؤثر التجنيس على الهوية الوطنية الإماراتية الراسخة.

لقد اتخذت الدولة في الواقع بعض الخطى الجادة في هذا الشأن لأسباب تتعلق بحقوق الإنسان وأسباب ديموغرافية أيضاً حيث قام سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة بإصدار مرسوم إتحادي يسمح للأطفال من الأم الإماراتية والأب الوافد بالحصول على الجنسية الإماراتية ما فتح الباب أمام بعض الآلاف من الشباب والشابات ممن انطبقت عليهم الشروط.

وخلال أسابيع حصل حوالي ألف طفل ممن انطبقت عليهم الشروط على الجنسية مثل آباءهم الذين ساهموا بالتأكيد في تنمية الدولة. وصلت موجة من المهاجرين في أوائل القرن الماضي إلى أراضينا  من الجانب الآخر من الخليج العربي وتم استيعابهم  خلال جيل كامل واليوم دولة الإمارات أغنى وأثرى بمواطنيها كافة والذي منهم في الواقع أحفادا لأجداد وفدوا إلى الإمارات من منطقة الخليج العربي كمهاجرين.

توفر المملكة العربية السعودية – ولو كان نظريا فقط – نظاما وطريقا للتجنس. ولكي يصبح مواطنا سعوديا، يشترط في الوافد توفر عدد 23 نقطة مؤهلة على الأقل بجانب عدد من العوامل مثل اتقان اللغة العربية.
يمنح الوافد بعد الإقامة في المملكة لمدة 10 سنوات عدد 10 نقاط من النقاط المؤهلة، كما تمنحه درجة الباكلوريوس عدد 5 نقاط ودرجة الماجستير عدد 8 نقاط. وبعد ذلك يمكنه تقديم طلب التجنس.
كما تمنح المملكة العربية السعودية الجنسية للأطفال من الأم السعودية وتدرس الآن منح الجنسية لأهم الأكاديميين والعلماء الأجانب

يأتي جزء كبير من نجاح الولايات المتحدة الأمريكية نتيجة استمرار تيار المهاجرين إليها والذين يتجنسوا بالجنسية الأمريكية. وقد
 وجدت دراسة ل "The Partnership for a New American Economy
عن الاقتصاد الأمريكي  أن أكثر من 40 في المائة من ال500 شركة ومؤسسة الأغنى في الولايات المتحدة أسسها مهاجرين أو أبناء مهاجرين بما في ذلك أهم 10 ماركات في العالم مثل جوجل، ياهو، ايباي، جولدمان ساكس ، بروكتر اند جامبل، كرافت، كولجيت، بالموليف وماركات اخرى.

إن قائمة المواطنين الإماراتيين ذوي الجذور الأجنبية لهي وثيقة تعكس الدور الذي لعبه هؤلاء الأفراد في نجاح الدولة جنبا إلى جنب
 مع المواطنين الإماراتيين من مواليد الدولة. تتضمن هذه القائمة دبلوماسيين وأطباء ومستشارين لحكام الإمارات ورجال أعمال وأكاديميين. وبالرغم من ذلك لازال لا يوجد نظام يستطيع من خلاله الفرد أن يتقدم للحصول على الجنسية.

عملية واضحة

بات من المعتاد بين الوافدين العرب الذين قضوا سنوات طويلة في الإمارات أن يهاجروا إلى أوروبا أو أمريكا الشمالية (كندا على وجه الخصوص) لبعض سنوات من أجل الحصول على الجنسية الأجنبية ثم يعودون للإمارات بعد ذلك. وبالحديث مع بعض من هؤلاء وجدت أن جميعهم دون استثناء كانوا يفضلون الحصول على الجنسية الإماراتية من خلال عملية واضحة أيا كانت متطلبات تلك العملية.

وفي أكثر من حالة، وجد بعض رجال الأعمال الوافدين الذين أسس بعضهم شركات كبرى في الإمارات مدرجة في بورصة أبو ظبي وبورصة دبي ووفرت الآلاف من الوظائف للإماراتيين والوافدين أنفسهم مضطرين للحصول على جنسيات دول مثل جزر توركس وكايكوس لسهولة اجراءات الحصول عليها كما تسمح لهم بدخول دول الاتحاد الأوروبي دون اجراءات التأشيرة المعقدة التي يواجهونها حال استخدامهم جوازات سفر بلدانهم العربية.

 ولا أقول هنا أن حكومة الإمارات العربية المتحدة لا تفكر وتبحث عن حل لعملية التجنيس.
أخبر مصدر من الحكومة الإماراتية عام 2010 جريدة الشرق الأوسط اليومية ومركزها لندن  أن الدولة تتطلع إلى تبني استراتيجية لمنح الجنسية للأفراد بناء على تصنيفات تتضمن المعرفة والمهارات واجادة اللغة العربية. ورغم ذلك لم يتم اي اعلان عن الأمر بعد.
إن الإمارات العربية المتحدة دولة ناجحة لعدد من العوامل منها الحكومة والموارد الطبيعية والناس بالتأكيد بما في ذلك المواطنين والأجانب الذين قضوا في الدولة عقود من الزمن ولا يعرفوا وطنا غيرها.
ربما حان الوقت للتفكير في طريق للتجنس لهؤلاء مما سيفتح الباب لرواد الأعمال والعلماء والأكادميين وغيرهم من الأفراد المجتهدين الذين جاءوا للوطن ودعموه واعتننوا به كما لو كان وطنهم تماما.


ترجم المقال من نسخته الانجليزية الأخ ممدوح بدر * 


No comments: